- تأمينات السعدي -

- تأمينات السعدي -

- الإعلانات -

دراجي مرة اخرى لم يخلف الموعد و يلصق احداث ملعب قسنطينة لأيادي أجنبية

الأحداث التي شهدها ملعب الشهيد حملاوي بقسنطينة بمناسبة المواجهة الكروية بين الشباب المحلي واتحاد العاصمة بشكل مفاجئ و غير مبرر صنعت الحدث وخطفت الأضواء ، خاصة وأنها لم تكن متوقعة ولم تشتعل بسبب أخطاء تحكيمية أو مشادات بين اللاعبين فوق أرضية الميدان أو المناصرين في المدرجات، ضف الى ذلك أن الفريق المضيف كان متفوقا في النتيجة الى غاية الثواني الأخيرة، لكن ذلك لم يمنع تسلل بعض أنصار شباب قسنطينة الى أرضية الميدان عدة مرات بعد تكسير كراسي المدرجات والسياج المحيط بالملعب وتخريب المرافق، والاعتداء على بعض المصورين والاعلاميين ، ورشق رجال الأمن بالشماريخ والكراسي ، مما أدى الى اصابة العشرات وخسائر مادية معتبرة.

الصور التي تناقلتها وسائل الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعي كانت مؤسفة ، طرحت تساؤلات كثيرة حول الأسباب والتداعيات ، وجعلت البعض يشكك في وجود نوايا مسبقة لاثارة الفوضى والاحتقان في الأوساط الجماهيرية وإلحاق أضرار بملعب تم اعادة تأهيله عديد المرات مقابل الملايير حتى يكون في مستوى تطلعات الرياضيين والجماهير، وجعلت البعض الأخر يطرح علامات الاستفهام حول توقيت الأحداث و مكانها والغاية منها ، وطبيعتها التي لم تكن بين أنصار الفريقين، بل كانت غايتها احداث الفوضى وتخريب مرافق ملعب الشهيد حملاوي، في غياب الأسباب التي تؤدي عادة الى حدوث أعمال عنف وشغب في الملاعب.

من خلال تواصلي مع زملاء اعلاميين كانوا في الملعب حاولت البحث عن الأسباب والتبريرات فلم أجد، ما يدفعني الى التشكيك في كونها مفتعلة من أطراف معادية ، داخلية وخارجية ، جزائرية وأجنبية ، تدفعني الى عدم استبعاد تكرار السيناريو في مباراة المنتخب الجزائري ضد غينيا غدا الخميس باستغلال الاحتقان الحاصل وسائط التواصل الاجتماعي بين الجماهير التي انقسمت بسبب خيارات المدرب فلاديمير بيتكوفيتش التي أثارت لغطا كبيرا على غير العادة، ينذر بحدوث أعمال شغب في حالة تعثر المنتخب الجزائري ، تؤدي إلى معاقبة الجزائر وحرمانها من اللعب على أراضيها، وتؤثر على بقية مشواره في تصفيات كأس العالم.

الاتحاد الجزائري رد بسرعة بعد الواقعة وقرر فتح تحقيق حول سير اللقاء والأحداث التي تخللته، و برمجة كل مباريات الجولتين القادمتين دون جمهور ، بينما قررت الرابطة المحترفة معاقبة شباب قسنطينة بحرمانه من اللعب دون جمهور 6 مبارايات ودفع غرامات مالية وإلزامه بتعويض تكاليف الأضرار التي لحقت بالملعب، وحرمان الفريق من عائدات حقوق البث التلفزيوني، كما عاقبت فريق اتحاد العاصمة بدفع غرامة مالية بسبب سلوك غير سوي لجماهيره التي ألقت الشماريخ والكراسي على أرضية الميدان ، في حين قرر وزير الشباب والرياضة استدعاء اللجنة الوطنية للوقاية من العنف في الملاعب للاجتماع هذا الخميس.

التحقيقات ستكتشف أن عدد التذاكر التي بيعت عبر المنصة الرقمية لم تتجاوز 2600 تذكرة، في حين عدد الحضور فاق 15 ألف ما يطرح علامات استفهام حول الكيفية التي دخل بها بعض المناصرين من دون تذاكر ، وربما ستكشف الأيادي والعقول المريضة التي دبرت ونفذت أعمال شغب كادت تودي بحياة العديد من أولادنا في أوساط اللاعبين والمسيرين والاعلاميين والمناصرين ورجال الأمن الذين نجحوا في تجنب عواقب مأساوية بلا مبررات ولا مقدمات أو أسباب ، وعشية موعد هام للمنتخب الجزائري ، ومواعيد أخرى سياسية واجتماعية وثقافية، وتربوية بمناسبة امتحانات نهاية السنة تعيشها الجزائر .

العنف والشغب في الملاعب وخارجها هو ظاهرة اجتماعية يمكن اعتبارها عادية، تحدث في كل مكان وزمان لأسباب مختلفة يجب معاقبة مرتكبيها بصرامة، لكن أحداث ملعب الشهيد حملاوي لم تكن عادية و طبيعية، ولا حتى عفوية ، بل كانت مفتعلة، تحمل أسرارا وتساؤلات وعلامات استفهام يجب فك ألغازها بسرعة تجنبا لمزيد من الاحتقان الذي تساهم في اشعاله وسائط التواصل الاجتماعي وما تصنعه من تشويش و تحريض وتجييش وتهييج لمشاعر شبابنا مقابل أموال طائلة تجنيها من المتابعات، ومن أطراف داخلية وخارجية تحرضهم على صناعة التذمر وتحطيم المعنويات.

أضف تعليق