- تأمينات السعدي -

- تأمينات السعدي -

- الإعلانات -

خبير ينبه المغرب بحدوث جو مناخي غير معتاد و يشكل الخطر على الجميع

أبدت فئة كبيرة من النشطاء المغاربة على منصات التواصل الاجتماعي استغرابهم لتسبب درجة الحرارة المرتفعة في وفاة 21 شخصا ببني ملال يوم أمس الخميس، سيما أنه المغرب لم يسبق له أن سجل وفيات رغم درجات الحرارة المرتفعة المسجلة كل صيف.

وتفاعلا مع الموضوع، أوضح الخبير وأستاذ علم المناخ بجامعة محمد الخامس، محمد سعيد قروق، أن ارتفاع الحرارة أكثر من المعتاد الذي ألف الناس العيش فيه بقياساته العليا أو الدنيا، يولد ضغوطا جديدة على الوظائف الجسمية للإنسان ويؤدي إلى انهيارها
واسترسل الخبير أنه عندما ” ترتفع الحرارة يضطر جسم الإنسان لأن ينفث عبر التعرق كميات هائلة من المياه، وهذا يجعل مكونات الجسم، لاسيما الرئتان والكليتان، تعمل بوتيرة عالية جدا وغير مألوفة، وبما أن الحرارة لا تنخفض فإن هاته العملية تظل متوالية”.
وهذا ما يجعل الجسم بكامله، بحسب أستاذ علم المناخ، يعمل بوتيرة غير عادية، مما يجعل الأعضاء البشرية منهكة، “لاسيما بالنسبة للأشخاص المسنين، حيث تكون أعضاؤهم منهكة سلفا لأنها تشتغل منذ ولادتهم”، الشيء الذي يجعلها لا تتحمل هاته الوظائف غير الاعتيادية، مضيفا “وهكذا إذن تصبح أعضاء الجسم، سيما الرئتان ثم الدورة الدموية فالكليتان، ثم كل هذه تؤثر على البقية، وتجعل الجسم منهكا بكل مكوناته”.
ونبه قروق إلى أن صعوبة النوم التي تعتري البعض بسبب ارتفاع الحرارة “يجب الاحتياط منها”، إذ على المرء أن يحاول ما أمكن أن ينام، لأنه يحتاج إلى قدر من النوم يوميا “إذ سيكون بذلك قد فوت ليلة لم ينمها ولن يتمكن كذلك من النوم خلال النهار حيث ترتفع درجات الحرارة، كما لن يتمكن من النوم خلال الليلة الموالية لأن الحرارة ستظل مرتفعة، وبالتالي فإن الجسم سينهار مرة أخرى”.
كما أشار إلى أن “الأمر يزداد صعوبة عند الأشخاص الذين يعانون من هشاشة وهم المسنون والمصابون بأمراض مزمنة إضافة إلى الأطفال، وبالتالي يجب الحيطة والاهتمام بهم لحمايتهم من هاته الاعراض التي يقعون فيها”.
واستحضر الخبير من جهته، حدثا مشابها سبق وأن طرأ بفرنسا في يونيو 2003 حيث قال موضحا: “كانت هناك موجة حرارة قوية جدا أدت إلى وفاة أزيد من 16000 ألف شخص في فرنسا وحدها، وكنا نحن في المغرب ننبهر سلبيا كيف أن هؤلاء الناس يموتون بالحرارة، وفي ذلك الوقت رغم أنني كنت أود أن أشرح للناس ومنهم طلبتي الأمر، كايجيهم داكشي غريب، ولكن حينما نعرف السبب يبطل العجب”.
في المقابل، اقترح المتحدث ذاته عدة حلول للاحتماء بصفة عامة من الحرارة المرتفعة، موضحا أن على جميع الناس، خصوصا الأشخاص في وضعية هشاشة، تجنب التعرض لأشعة الشمس، وأن يحاولوا ما أمكن أن يخفضوا منها.
وأشار إلى ضرورة ترطيب الجسم عبر شرب الماء بكمية كافية ولفترات متعددة، إضافة إلى ترطيب المنازل من خلال وضع الماء في مجموعة من الأواني الواسعة، حيث يعمل هذا على ترطيب الأجواء ويرفع الرطوبة في الهواء، كما يعمل على تخفيض درجات الحرارة في المنزل.
وأضاف أن “البيوت يجب أن تكون التهوية بها جيدة، والنوافذ مفتوحة، إذ حين تتوفر الشروط تتوفر حركة هوائية، يعني (Courant d’air)، أو استخدام مروحية مع فتح النوافذ لتسهيل عملية دخول الهواء للمنزل”.

ودعا الخبير إلى عدم الخروج في ظل موجة الحر باستثناء الحالات الخاصلة “لأن ذلك يعرض لمخاطر كثيرة”.

وأمس الخميس، أعلنت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية عن اتخاذها جملة من الإجراءات والتدابير الاستعجالية للتصدي للآثار الصحية الناتجة عن موجة الحرارة المرتفعة التي تشهدها البلاد، وذلك بناء على النشرات الصادرة عن مديرية الأرصاد الجوية الوطنية والتي أكدت فيها ارتفاع درجات الحرارة في بعض المناطق.

أضف تعليق