- تأمينات السعدي -

- تأمينات السعدي -

- الإعلانات -

تحرك رسمي لحظر تطبيق التيك توك بالمغرب

من المرتقب أن يثير نواب برلمانيون داخل لجنة التعليم بالغرفة الأولى نقاشًا حول حظر تطبيق “تيك توك”، من خلال مناقشة مقترح قانون سبق التقدم به بسبب المخاوف من تأثير المحتويات التي تبث على هذه المنصة على قيم المجتمع المغربي.

وينظر البعض إلى محتويات مواقع التواصل الاجتماعي على أنها منصات تروج لمحتوى سطحي أو ربما غير لائق في بعض الأحيان، مما قد يؤثر سلبًا على الهوية الثقافية والقيم التقليدية، ما يدفعهم إلى طرح خيار الحظر كتعبير عن رغبتهم في حماية المجتمع من التأثيرات السلبية للتكنولوجيا التي قد تتسبب في تآكل القيم وتراجعها.
في هذا السياق، قال مهدي عامري، الأستاذ الباحث بالمعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط، إن الحظر قد يكون حلاً مؤقتًا لبعض المشكلات، لكنه ليس الحل الأمثل على المدى الطويل. كما أن الحظر يمكن أن يؤدي إلى تحديات تتعلق بحرية التعبير والوصول إلى المعلومات.
وتابع عامري أن الحل الأكثر استدامة هو تقنين وضبط مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقاتها من خلال وضع معايير صارمة للمحتوى وحماية الفئات الأكثر عرضة للتأثير. كما يمكن أن تلعب التوعية الرقمية وتعزيز الثقافة الإعلامية دورًا أساسيًا في تمكين الأفراد من استخدام المنصات الرقمية بطريقة مسؤولة وواعية دون المساس بحرياتهم.

وأضاف عامري أن تبني ودعم خيار الحظر قد يشكل حلاً جذريًا، لكنه يجب أن يتزامن مع جهود تطوير محتوى هادف على الإنترنت ومبادرات للتربية الرقمية، لضمان أن يكون الفضاء الرقمي أكثر إفادة.

كما أورد أن النقاش حول حظر “تيك توك” وتقنين مواقع التواصل الاجتماعي يعكس تحديًا كبيرًا يتمثل في كيفية تحقيق التوازن بين حماية القيم المجتمعية والحفاظ على الحريات الرقمية. وهو توازن يتطلب مقاربة متعددة الأبعاد تجمع بين التقنين الصارم للمحتوى، وتوفير الأدوات الرقمية التي تساعد على حماية الخصوصية، وتعزيز التربية الإعلامية التي تمكّن الأفراد من التعامل مع الفضاء الرقمي بطريقة واعية ومسؤولة.
وأشار إلى أن تجارب الدول المختلفة تُظهر أن الحظر قد يكون حلاً جذريًا لكنه مؤقت، بينما يُعد التقنين والتوعية الرقمية حلاً أكثر استدامة على المدى الطويل، مشددًا على ضرورة بذل جهود مشتركة بين الحكومات والمؤسسات التعليمية والمجتمع المدني لتطوير استراتيجيات تحمي المجتمع من التأثيرات السلبية للتكنولوجيا دون التضحية بالحريات الأساسية.
وأكد الباحث أن التعامل مع منصات التواصل الاجتماعي مثل “تيك توك” يتطلب مقاربة شاملة تأخذ بعين الاعتبار الأبعاد الثقافية والاجتماعية والسياسية لهذه الظاهرة، مبرزًا أن الحظر قد يكون حلاً سريعًا لبعض التحديات، لكنه ليس الحل الأمثل على المدى الطويل. كما أن التقنين، والتوعية الرقمية، وتعزيز الثقافة الإعلامية هي أدوات أساسية يمكن أن تساعد المجتمعات على التأقلم مع التحولات الرقمية بشكل يضمن الحفاظ على القيم المجتمعية وفي الوقت نفسه احترام الحريات الفردية.
ودعا إلى تطوير استراتيجيات وطنية تدعم المحتوى الهادف وتحد من انتشار المحتوى التافه، لتمكين الدول من المساهمة في إنشاء فضاء رقمي أكثر أمانًا وفائدة. كما أن إطلاق المزيد من أوراش التربية الرقمية يمكن أن يعزز من قدرة الأفراد على التفاعل مع الفضاء الرقمي بطريقة تعزز من قيمهم وثقافتهم، وفي الوقت نفسه تفتح لهم آفاقًا جديدة للإبداع والتعلم.

أضف تعليق