- تأمينات السعدي -

- تأمينات السعدي -

- الإعلانات -

وداعا للأبار العشوائية… الداخلية تدخل على الخط و تتخد ٱجراءات صارمة

تلقى‭ ‬رجال‭ ‬السلطة،‭ ‬عبر‭ ‬توجيهات‭ ‬من‭ ‬ولاة‭ ‬الجهات‭ ‬وعمال‭ ‬العمالات‭ ‬والأقاليم،‭ ‬مزيدا‭ ‬من‭ ‬التعليمات‭ ‬للتصدي‭ ‬الحازم‭ ‬لانتهاك‭ ‬مجالات‭ ‬الملك‭ ‬العمومي‭ ‬المائي،‭ ‬والتأكد‭ ‬من‭ ‬أشغال‭ ‬حفر‭ ‬الآبار‭ ‬وإنجاز‭ ‬الثقوب،‭ ‬ومدى‭ ‬مطابقتها‭ ‬للقوانين‭ ‬الجاري‭ ‬بها‭ ‬العمـــــــل‭.‬

وتتعبأ‭ ‬السلطات‭ ‬العمومية،‭ ‬منذ‭ ‬الخطاب‭ ‬الملكي‭ ‬لعيد‭ ‬العرش،‭ ‬لمحاربة‭ ‬أشكال‭ ‬الاعتداء‭ ‬على‭ ‬مصادر‭ ‬المياه‭ ‬والملك‭ ‬العمومي‭ ‬المائي،‭ ‬إذ‭ ‬تعتبر‭ ‬المياه‭ ‬الجوفية‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬المجالات‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬استغلالها،‭ ‬أو‭ ‬الاقتراب‭ ‬منها،‭ ‬إلا‭ ‬بموجب‭ ‬القانون‭. ‬

وطُلب‭ ‬من‭ ‬رجال‭ ‬وأعوان‭ ‬السلطة‭ ‬التأكد‭ ‬من‭ ‬تطبيق‭ ‬مضامين‭ ‬المرسوم‭ ‬رقم‭ ‬2‭.‬23‭.‬105‭ ‬الخاص‭ ‬برخصة‭ ‬الثاقب،‭ ‬ومدى‭ ‬احترام‭ ‬الشروط‭ ‬والمسطرة‭ ‬وكيفيات‭ ‬مزاولة‭ ‬المهنة،‭ ‬ومحتوى‭ ‬التصريح‭ ‬المتعلق‭ ‬ببداية‭ ‬أشغال‭ ‬إنجاز‭ ‬الأثقاب‭ ‬والعناصر‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتضمنها‭ ‬تقرير‭ ‬نهاية‭ ‬هذه‭ ‬الأشغال،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحديد‭ ‬المسؤولية‭ ‬وضبط‭ ‬التجاوزات‭ ‬وإخبار‭ ‬السلطات‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬الحال‭.‬

وأبعد‭ ‬الولاة‭ ‬والعمال‭ ‬من‭ ‬عمليات‭ ‬المراقبة‭ ‬الجديدة،‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬رجال‭ ‬السلطة‭ ‬الذين‭ ‬وردت‭ ‬أسماؤهم‭ ‬في‭ ‬تقارير‭ ‬المفتشية‭ ‬العامة‭ ‬للإدارة‭ ‬الترابية،‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬أضحى‭ ‬يطلق‭ ‬عليهم‭ ‬بـ‭”‬قواد‭ ‬الآبار‭”‬،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تورطوا،‭ ‬حسب‭ ‬التقارير‭ ‬نفسها‭ ‬الصادرة‭ ‬قبل‭ ‬أسبوعين،‭ ‬في‭ ‬تسهيل‭ ‬عمليات‭ ‬حفر‭ ‬آبار‭ ‬وثقوب‭ ‬مائية‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الجماعات،‭ ‬دون‭ ‬احترام‭ ‬المساطر‭ ‬القانونية‭.‬

وتوصلت‭ ‬شرطة‭ ‬المياه‭ ‬التابعة‭ ‬للأحواض‭ ‬المائية‭ ‬بالتعليمات‭ ‬نفسها،‭ ‬قصد‭ ‬توخي‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬اليقظة‭ ‬والانتباه‭ ‬إلى‭ ‬عدد‭ ‬الآبار‭ ‬المرخصة‭ ‬في‭ ‬الجماعات‭ ‬الترابية،‭ ‬ومواقع‭ ‬الحفر‭ ‬والثقوب‭ ‬المائية‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬الواقع،‭ ‬والإخبار‭ ‬بذلك،‭ ‬بتنسيق‭ ‬مع‭ ‬السلطات‭ ‬العمومية‭.‬

وتسببت‭ ‬المعطيات‭ ‬التي‭ ‬توصل‭ ‬بها‭ ‬مفتشو‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الذعر‭ ‬في‭ ‬صفوف‭ ‬الولاة‭ ‬والعمال‭ ‬الذين‭ ‬اكتشفوا‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬رجال‭ ‬السلطة‭ ‬من‭ ‬كان‭ ‬يمنع‭ ‬المواطنين‭ ‬من‭ ‬حفر‭ ‬آبار،‭ ‬رغم‭ ‬استيفائهم‭ ‬كل‭ ‬الشروط‭ ‬القانونية‭ ‬المطلوبة،‭ ‬مقابل،‭ ‬تغاضيهم‭ ‬عن‭ ‬الحفر‭ ‬السري‭ ‬في‭ ‬بؤر‭ ‬البناء‭ ‬العشوائي‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أصحاب‭ ‬مستودعات‭ ‬غير‭ ‬قانونية،‭ ‬وملاك‭ ‬ضمن‭ ‬أراض‭ ‬على‭ ‬الشياع‭.‬

أكثر‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬بينت‭ ‬الأبحاث‭ ‬أن‭ ‬مسؤولين‭ ‬ترابيين‭ ‬وأعوان‭ ‬سلطة‭ ‬ومستشارين‭ ‬جماعيين‭ ‬أسسوا‭ ‬مقاولات‭ ‬صغيرة‭ ‬للحفر‭ ‬وكراء‭ ‬المعدات‭ ‬الخاصة،‭ ‬وتحديدا‭ “‬السوندات‭”‬،‭ ‬التي‭ ‬تتحرك‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬عشوائي،‭ ‬يستنزف‭ ‬الثروة‭ ‬المائية‭ ‬للمغاربة‭.‬

وإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الاعتداء‭ ‬على‭ ‬الملك‭ ‬العمومي‭ ‬المائي،‭ ‬المحدد‭ ‬بمنطوق‭ ‬القانون‭ ‬رقم‭ ‬15‭-‬36‭ ‬المتعلق‭ ‬بالماء،‭ ‬تساهم‭ ‬عمليات‭ ‬الحفر‭ ‬العشوائية‭ ‬في‭ ‬مشاكل‭ ‬أمنية‭ ‬تتعلق‭ ‬بسلامة‭ ‬المواطنين،‭ ‬خصوصا‭ ‬الأطفال،‭ ‬الذين‭ ‬يلعبون‭ ‬ويتحركون‭ ‬في‭ ‬محيط‭ ‬مفخخ‭ ‬بالثقوب‭ ‬والآبار‭ ‬العشوائية‭ ‬غير‭ ‬المعروفة،‭ ‬أو‭ ‬يتم‭ ‬إخفاؤها‭ ‬بالقش‭ ‬والطين‭ ‬المبلل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التمويه‭ ‬على‭ ‬رجال‭ ‬السلطة‭ ‬وشرطة‭ ‬المياه‭.‬

وسبق‭ ‬لدورية‭ ‬مشتركة‭ ‬صادرة‭ ‬عن‭ ‬وزارتي‭ ‬الداخلية‭ ‬والتجهيز‭ ‬والماء‭ ‬أن‭ ‬طالبت‭ ‬بإحداث‭ ‬لجان‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العمالات‭ ‬والأقاليم‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬القيام‭ ‬بجرد‭ ‬جميع‭ ‬الآبار‭ ‬والأثقاب‭ ‬المائية‭ ‬المنجزة،‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬ظاهرة‭ ‬انتشار‭ ‬الآبار‭ ‬والثقوب‭ ‬غير‭ ‬المجهزة‭ ‬بوسائل‭ ‬السلامة‭ ‬الضرورية،‭ ‬وتوعية‭ ‬وتحسيس‭ ‬المواطنين‭ ‬بالمخاطر‭ ‬الناجمة‭ ‬عنها‭.‬
المصدر : الصباح

أضف تعليق